کد مطلب:239603 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:49
سؤال ... و جوابه
و لعلك تقول : اذا كان المأمون یخشی الامام (ع) الی هذا الحد؛ لما یعلمه من نفوذه و مكانته ؛ فلماذا لا یتخلص منه بذلك الاسلوب التقلیدی الذی انتهجه أسلافه من الامویین، و العباسیین، و تبعهم علیه هو فیما بعد، و كذلك من أتی بعده .. و ذلك بأن یدس الیه شربة من السم، و هو فی المدینة، من دون أن یحتاج الی اشخاصه الی مرو، و البیعة له بولایة العهد، و تزویجه ابنته، الی غیر ذلك من الامور التی من شأنها أن تعزز من مركز الامام، و ترفع من شأنه، و توجه الیه الانظار و القلوب، حتی یضطر فی نهایة الأمر لأن یعود الی ما جرت علیه عادة أسلافه، و أتباعه !! .
[ صفحه 372]
و لكن الجواب علی هذا قد اتضح مما قدمناه، فان المأمون لم یكن یرید فی بادی ء الأمر موت الامام، و لا كان هو یستطیع أن یفعل ذلك . ولو أن ذلك كان قد حدث لوقع المأمون فی ورطة، لها أول و لیس لها آخر؛ حیث انه كان بأمس الحاجة الی حیاة الامام (ع)؛ و ذلك لما قدمناه من الأسباب و الظروف التی كانت تحتم علی المأمون أن یلعب لعبته تلك، التی و ان كانت تنطوی علی مخاطرة جریئة، الا أنه كان - كما قدمنا - قد رسم الخطة، و أحكم التدبیر للتخلص من الامام (ع) بمجرد أن یحقق مآربه، و أهدافه، بالطریقة التی لا تثیر شك أحد، و لا توجب تهمة أحد ؛ و قد حدث ذلك بالفعل، كما سیمر علینا ..
[ صفحه 372]
و لكن الجواب علی هذا قد اتضح مما قدمناه، فان المأمون لم یكن یرید فی بادی ء الأمر موت الامام، و لا كان هو یستطیع أن یفعل ذلك . ولو أن ذلك كان قد حدث لوقع المأمون فی ورطة، لها أول و لیس لها آخر؛ حیث انه كان بأمس الحاجة الی حیاة الامام (ع)؛ و ذلك لما قدمناه من الأسباب و الظروف التی كانت تحتم علی المأمون أن یلعب لعبته تلك، التی و ان كانت تنطوی علی مخاطرة جریئة، الا أنه كان - كما قدمنا - قد رسم الخطة، و أحكم التدبیر للتخلص من الامام (ع) بمجرد أن یحقق مآربه، و أهدافه، بالطریقة التی لا تثیر شك أحد، و لا توجب تهمة أحد ؛ و قد حدث ذلك بالفعل، كما سیمر علینا ..